الجمعة، 1 نوفمبر 2013

المحور الأول

إشكالية المحور
إلى أي حد يمكن للتاريخ ادعاء العلمية ؟ بمعنى آخر هل التاريخ علم موضوعي ؟
أطروحة ابن خلدون
يميز ابن خلدون بين مستويين من التاريخ :
مستوى ظاهر : فيه التاريخ مجرد سرد و نقل و إخبار لما وقع .
مستوى باطن  :و يتعلق الأمر هنا بالتاريخ كمعرفة بكيفيات الوقائع التاريخية من خلال النظر :الذي هو إعمال العقل و التحقيق الذي يستوجب التأكد من صحة القول أو الواقعة.
إن هذا التمييز ليس تمييزا يفترض المساواة بين الطرفين بل هل هو تمييز تفاضلي يمتح دائما من قيمة المخبوء و الجواني و الجوهر في الثقافة العربية الإسلامية :و فيه نقد ضمني صريح للتعامل مع الوقائع التاريخية من خلال النقل و السرد فقط دون تمحيص و تحقيق و يعطي المثال لخطورة هذا بما "وقع للمؤرخين و المفسرين و أيمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا و سمينا ".
أطروحة هنري مارو
يعرف مارو التاريخ بأنه " المعرفة العلمية المكونة عن الماضي الإنساني " و يضع نوعا من التعريف بالخلف ،و ذلك بإخراج العديد من المجالات الإنسانية من المعرفة التاريخية و هي : السرد و العمل و الأدبي و الأسطورة و التقاليد الشعبية و القصص التربوية و اليوتوبيا و الحكايات الخيالية.
و من ثم فالتاريخ معرفة مبنية دقيقة موضوعية تتبع منهجا منظما و صارما هدفه الحقيقية كما هي ى كما نرغب.
أطروحة ريمون آرون
يؤكد ريمون أن المعرفة التاريخية محاولة لإعادة بناء الحياة الماضية من خلال  الاستعانة  بمخطوطات ووثائق مختلفة .ومن ثم تكون المعرفة التاريخية مستقلة  عن التجارب التي يعيشها الناس في الحاضر.
إن الحاضر يمثل فضاء عاما يمكن الناس من معرفة تلقائية و شائعة حول سلوكياتهم و أفكارهم. إلا أن الأمر يختلف تماما فيما يخص المعرفة التاريخية ،لأنه يصعب أن يتمثل الناس كليا الحياة كما كانت في الماضي ،و بتعبير أوضح ستظل المعرفة التاريخية غير قادرة على جعل المعاصرين يستشعرون فهم الناس الذين عاشوا في الماضي سواء في حياتهم و الطريقة التي كانوا يتمثلون بها سلوكياتهم و أفكارهم.
أطروحة ماكس فيبر 
في إطار تحليله لطبيعة المعرفة التاريخية يؤكد ماكس فيبر على الطابع الإشكالي لهذه المعرفة مادامت تتعامل مع وقائع تاريخية غير بسيطة بل تتسم بالتركيب و التعقيد ،فهي لا متناهية في دلالاتها و مضامينها ، من ثم فلا يمكن لأي مقاربة تاريخية مهما ادعت الموضوعية و الدقة المنهجية الإحاطة الشاملة بها .
وهكذا يخلص فيبر إلى القول بأن السببية التاريخية هي أساسا سببية تحليلية جزئية و احتمالية ترتبط بطبيعة المنهج المعتمد في الكشف عنها .
خلاصة المحور
إن  هذا  السؤال الخاص بهذا المحور هو سؤال  ذو ملمح إبستمولوجي  يتساءل عن علمية التاريخ ،لكن لابد بدئ ذي بدء
أن نعرف ماذا نقصد بالموضوعية ؟ سيكون من المضلل  أن نحاول  ان نقارن بين الموضوعية في التاريخ و الموضوعية في العلوم الحقة : الفيزياء مثلا  ،لأن المؤرخ لا يتعامل مع  مواد خاضعة للقوانين الطبيعية ،إنما يتعامل مع وقائع حاملة للمعنى الانساني ، ومن ثم يمكن القول أن الموضوعية في التاريخ تفترض وجود شيء من الذاتية تفرضه الموضوعات المدروسة ،لكن يبقى عمل المؤرخ جوهريا في الكشف عن محددات السلوك البشري في فترات تاريخية محددة ن طريق توظيف مقاربات و آليات تضمن الفهم الموضوعي بعيدا عن الأحكام المسبقة و الانحيازات الأيديولوجية و العقائدية ...

المحور الثاني : التاريخ و فكرة التقدم
تقديم
عرف القرن التاسع عشر اضطرابات اجتماعية و اقتصادية و سياسية تلت الثورة الصناعية و الثورة الفرنسية ،و إذا كان الفكر القديم لم يهتم بمفهوم التقدم فإنه مع فلسفات التاريخ الحديثة سيصبح في صلب اهتماماتها.
و قد هيمن نمطان كبيران على الفلسفة في القرن التاسع عشر .كل منهما ادعى الأخذ بعين الاعتبار مستقبل البشرية في شموليته اعتمادا على مبدأين تفسيرين أساسيين:
-         بالنسبة لهيغل كان هو العقل
-         بالنسبة لماركس القوى الاقتصادية
دراسة أطروحة هيجل(1770-1831)
يقول هيجل : " العقل يحكم العالم  ومن ثم فهو حكم و  يحكم التاريخ  الكوني "
و يقول أيضا "إن التاريخ  يحقق فكرة المطلق في الزمان كما تحققها الطبيعة في المكان"
المفاهيم الأساسية  في فلسفة هيجل فيما يخص الموضوع
-          العقل :عند هيجل يتصوره لا كمجموعة من القواعد و لكن كمبدأ إلهي ملازم للأشياء يستخدم عواطف الناس لتحقيق أهدافه
-          الجدلية dialectique  : يعني تحرك الفكر عن طريق المتناقضات التي يتم تجاوزها :من القضية إلى نقيضها إلى توليف و تركيب يجمع بينهما de la thèse à l'antithèse à la synthèse  .و الجدلية أو الديالكتيك تمثل حركة الروح أو الفكرة عند هيجل.
-          المفهوم : ليس مجرد شكل من أشكال الفكر أو نتيجة مجردة للفهم ،و لكن الروح الحية للواقع .و المفهوم يشير إلى الدينامية النامية في الواقع . و يمثل عنصرا من العناصر التي تمكن من بناء المعرفة
-          الفكرة : لا تفهم على أنها "حالة من الوعي " أو تمثل ذاتي ،و لكن هي أعلى شكل من أشكال الروح.
-          التاريخ :ه الحركة الروحية الكاملة التي تتحقق بها الفكرة ،و هي حركة عقلية، لأن العقل هو الذي يحكم العالم ،و التاريخ يشمل مختلف التشكلات التاريخية  و يندمج مع مستقبل مبدأ الروح الأسمى .
-          الروح :يتصورها هيجل كفكرة تتوضح تدريجيا لتصل في النهاية إلى المطلق l'absolu
-          المطلق :هو الذي يمتلك في حد ذاته علة وجوده
أطروحة هيجل
يرى هيجل أن التاريخ صيرورة للعقل المطلق ،كما أن تحقق فكرة المطلق في التاريخ  يمر  عبر مسار المصالح و الأهواء و أنماط الوعي  ،ومن ثم فأن نفكر في التاريخ معناه أن نتبع الروح من خلال الحوادث و الوقائع التاريخية
وهكذا يعتقد هيجل بإمكانية التقدم، والتوصل إلى الحرية السياسية عن طريق العقل
استنتاج
إن التاريخ حسب هيجل يمشي بشكل منطقي عقلاني على الرغم من كل المظاهر التناقضية واللاعقلانية التي توهم بالعكس، ومن ثم فقد حاول وصف تقدم الوعي و صعوده عبر العالم ،و قد حاول جاهدا المصالحة بين المطلق (المثال)و بين الواقع و هو ما نفهمه من قولته المشهورة :كل ما هو واقعي عقلاني
و قد اعتمد المنهج الجدلي الدلكيتكي لأنه في نظره يمكن من تجاوز سلبيات التاريخ من مآسي و مجازر و شرور


المحور الثالت: دور الانسان في التاريخ

أطروحة هيجل :
يقول هيجل :" يظهر للناس أن الوضعية الجديدة التي خلقها الأبطال أو العظماء في العالم هي نتيجة لأفعالهم و رهينة بمصالحهم ،غير أن ذلك مجرد ظاهر و ليس ما هو حقيقي ، أما الحقيقي فهو أن الحق بجانبهم و يعرفون حقيقة عالمهم و زمانهم و يعرفون المفهوم".
بالنسبة لهيجل التاريخ لا يأخذ بعين الاعتبار الأشخاص كذوات فردية مهتمة بذاتها فقط ،بل يأخذ بعين الاعتبار الأشخاص ذوي الاهتمام الكوني و المتسمين بالصلابة و الحزم الذين يمثلون روح الشعب ،لذلك نسمي هؤلاء "عظماء " أولئك الذين يتبعون الروح ،،فالرجل العظيم يضع موضع تنزيل ما يريده الشعب ،إنه يعي مسار التاريخ و يعمل على تحقيق أهدافه ،و هدف التاريخ هو تحقيق الحرية.  هذا الشخص العظيم لا يمكن أن يوجد دون شعب له روح أيضا  ،و كل شعب يحتاج إلى هذه الطينة من الأشخاص ليعي طموحاته و يسعى لتحقيقها .
لكن السؤال كيف تتحقق الحرية حسب هيجل ؟
لا يمكن أن يتحقق أي شيء في العالم دون الرغبات و الأهواء ، فالناس يبحثون  عن ما يشبع رغباتهم و ميولاتهم        و لا توجد حركة دون رغبة أو مصلحة ،لكن هذا يعمل أيضا على تحقيق الحرية الإنسانية في النهاية :و هذا ما يسميه هيجل ب "مكر العقل "la ruse de la raison ،ومعنى مكر العقل :تلك السيرورة التي يتبعها العقل لتحقيق أهدافه مستخدما نقيضه الذي هو : الأهواء و الرغبات
و كمثال على ذلك :إن طموح نابليون للسيطرة على أوربا و رغم كونها رغبة ديكتاتورية استعمارية إلا أنها ساهمت في نشر مبادئ الثورة الفرنسية في كل أنحاء أوربا ،أي أن الحرية انتشرت عبر الديكتاتورية و الرغبة في السلطة :إنه مكر العقل كما يقول هيجل.

أطروحة ماركس :
يقول ماركس :" إن الناس هم الذين يصنعون تاريخهم الخاص :إلا أنهم لا يفعلون ذلك عشوائيا و ضمن شروط من اختيارهم بل ضمن شروط معطاة مسبقا و موروثة من الماضي ".
إن دور الإنسان حسب ماركس ليس تغيير مسار التاريخ فمسار التاريخ محدد سلفا ،و لكن دوره فقط هو تسريع هذا التغيير ،لأن المحرك الأساسي للتاريخ حسب ماركس هو ما يسميه بالصراع الطبقي أو بالضبط نمط الإنتاج ،فهذا الأخير هو الذي يحدد وعي الناس و أفكارهم ،و هنا يتحدث كارل ماركس عن الأيديولوجية ، و يقصد بها : نسق الأفكار التي لها جذور سوسيواقتصادية لا واعية ،و من ثم فالظواهر الاقتصادية تنعكس  في أفكار الناس دون أن يدروا ذلك ،فيعتقدون أنهم يطورون أفكارهم الخاصة بينما هم في الحقيقة يعكسون عبر هذه الأفكار وضعهم الاقتصادي ومرحلتهم التاريخية التي يمرون فيها ،و من ثم فالأفكار المهيمنة على الناس هي أفكار و أيديولوجية الطبقة المهيمنة اقتصاديا .
و بالنسبة لماركس إذا كان المسار التاريخي هو مسار محتوم و نهايته الموعودة هي: المجتمع الشيوعي و القضاء على الطبقية ،فإن دور الإنسان يتمثل في قدرته على تعطيل أو تسريع هذا المسار و هذه التحولات التاريخية ، و بالنسبة لماركس تستطيع الطبقة المهيمنة اقتصاديا تعطيل هذا المسار عبر نشر إيديولوجيتها ،لكن على أفراد الطبقة البروليتارية أن يحصلوا  الوعي بوضعهم الطبقي ،و هذا هو دور المثقفين .

أطروحة سارتر:
يقول سارتر :"إن الناس يصنعون تاريخهم بأنفسهم ،و لكن في وضع محدد بشرطهم"
يناقش سارتر الفكر الماركسي الذي يدعم مقولة : أن الإنسان تتحكم فيه الشروط الموضوعية التي تصنع تاريخه ووجوده ،و يرى أن الإنسان قادر على تحدي أوضاعه الاجتماعية و محددات تاريخه،لأن الإنسان يمتلك صفة فريدة ،و هي قدرته على التجاوز (البراكسيس)لذلك يقول : "إن الفرد يصنع التاريخ عندما يتجاوز وضعيته نحو ممكناته و يحقق إحداها"
إن هذه على التجاوز هي ما يسميها سارتر "المشروع" و الذي يتجسد في الممارسة (البراكسيس)




المحور الأول

إشكالية المحور
إلى أي حد يمكن للتاريخ ادعاء العلمية ؟ بمعنى آخر هل التاريخ علم موضوعي ؟
أطروحة ابن خلدون
يميز ابن خلدون بين مستويين من التاريخ :
مستوى ظاهر : فيه التاريخ مجرد سرد و نقل و إخبار لما وقع .
مستوى باطن  :و يتعلق الأمر هنا بالتاريخ كمعرفة بكيفيات الوقائع التاريخية من خلال النظر :الذي هو إعمال العقل و التحقيق الذي يستوجب التأكد من صحة القول أو الواقعة.
إن هذا التمييز ليس تمييزا يفترض المساواة بين الطرفين بل هل هو تمييز تفاضلي يمتح دائما من قيمة المخبوء و الجواني و الجوهر في الثقافة العربية الإسلامية :و فيه نقد ضمني صريح للتعامل مع الوقائع التاريخية من خلال النقل و السرد فقط دون تمحيص و تحقيق و يعطي المثال لخطورة هذا بما "وقع للمؤرخين و المفسرين و أيمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا و سمينا ".
أطروحة هنري مارو
يعرف مارو التاريخ بأنه " المعرفة العلمية المكونة عن الماضي الإنساني " و يضع نوعا من التعريف بالخلف ،و ذلك بإخراج العديد من المجالات الإنسانية من المعرفة التاريخية و هي : السرد و العمل و الأدبي و الأسطورة و التقاليد الشعبية و القصص التربوية و اليوتوبيا و الحكايات الخيالية.
و من ثم فالتاريخ معرفة مبنية دقيقة موضوعية تتبع منهجا منظما و صارما هدفه الحقيقية كما هي ى كما نرغب.
أطروحة ريمون آرون
يؤكد ريمون أن المعرفة التاريخية محاولة لإعادة بناء الحياة الماضية من خلال  الاستعانة  بمخطوطات ووثائق مختلفة .ومن ثم تكون المعرفة التاريخية مستقلة  عن التجارب التي يعيشها الناس في الحاضر.
إن الحاضر يمثل فضاء عاما يمكن الناس من معرفة تلقائية و شائعة حول سلوكياتهم و أفكارهم. إلا أن الأمر يختلف تماما فيما يخص المعرفة التاريخية ،لأنه يصعب أن يتمثل الناس كليا الحياة كما كانت في الماضي ،و بتعبير أوضح ستظل المعرفة التاريخية غير قادرة على جعل المعاصرين يستشعرون فهم الناس الذين عاشوا في الماضي سواء في حياتهم و الطريقة التي كانوا يتمثلون بها سلوكياتهم و أفكارهم.
أطروحة ماكس فيبر 
في إطار تحليله لطبيعة المعرفة التاريخية يؤكد ماكس فيبر على الطابع الإشكالي لهذه المعرفة مادامت تتعامل مع وقائع تاريخية غير بسيطة بل تتسم بالتركيب و التعقيد ،فهي لا متناهية في دلالاتها و مضامينها ، من ثم فلا يمكن لأي مقاربة تاريخية مهما ادعت الموضوعية و الدقة المنهجية الإحاطة الشاملة بها .
وهكذا يخلص فيبر إلى القول بأن السببية التاريخية هي أساسا سببية تحليلية جزئية و احتمالية ترتبط بطبيعة المنهج المعتمد في الكشف عنها .
خلاصة المحور
إن  هذا  السؤال الخاص بهذا المحور هو سؤال  ذو ملمح إبستمولوجي  يتساءل عن علمية التاريخ ،لكن لابد بدئ ذي بدء
أن نعرف ماذا نقصد بالموضوعية ؟ سيكون من المضلل  أن نحاول  ان نقارن بين الموضوعية في التاريخ و الموضوعية في العلوم الحقة : الفيزياء مثلا  ،لأن المؤرخ لا يتعامل مع  مواد خاضعة للقوانين الطبيعية ،إنما يتعامل مع وقائع حاملة للمعنى الانساني ، ومن ثم يمكن القول أن الموضوعية في التاريخ تفترض وجود شيء من الذاتية تفرضه الموضوعات المدروسة ،لكن يبقى عمل المؤرخ جوهريا في الكشف عن محددات السلوك البشري في فترات تاريخية محددة ن طريق توظيف مقاربات و آليات تضمن الفهم الموضوعي بعيدا عن الأحكام المسبقة و الانحيازات الأيديولوجية و العقائدية ...

المحور الثاني : التاريخ و فكرة التقدم
تقديم
عرف القرن التاسع عشر اضطرابات اجتماعية و اقتصادية و سياسية تلت الثورة الصناعية و الثورة الفرنسية ،و إذا كان الفكر القديم لم يهتم بمفهوم التقدم فإنه مع فلسفات التاريخ الحديثة سيصبح في صلب اهتماماتها.
و قد هيمن نمطان كبيران على الفلسفة في القرن التاسع عشر .كل منهما ادعى الأخذ بعين الاعتبار مستقبل البشرية في شموليته اعتمادا على مبدأين تفسيرين أساسيين:
-         بالنسبة لهيغل كان هو العقل
-         بالنسبة لماركس القوى الاقتصادية
دراسة أطروحة هيجل(1770-1831)
يقول هيجل : " العقل يحكم العالم  ومن ثم فهو حكم و  يحكم التاريخ  الكوني "
و يقول أيضا "إن التاريخ  يحقق فكرة المطلق في الزمان كما تحققها الطبيعة في المكان"
المفاهيم الأساسية  في فلسفة هيجل فيما يخص الموضوع
-          العقل :عند هيجل يتصوره لا كمجموعة من القواعد و لكن كمبدأ إلهي ملازم للأشياء يستخدم عواطف الناس لتحقيق أهدافه
-          الجدلية dialectique  : يعني تحرك الفكر عن طريق المتناقضات التي يتم تجاوزها :من القضية إلى نقيضها إلى توليف و تركيب يجمع بينهما de la thèse à l'antithèse à la synthèse  .و الجدلية أو الديالكتيك تمثل حركة الروح أو الفكرة عند هيجل.
-          المفهوم : ليس مجرد شكل من أشكال الفكر أو نتيجة مجردة للفهم ،و لكن الروح الحية للواقع .و المفهوم يشير إلى الدينامية النامية في الواقع . و يمثل عنصرا من العناصر التي تمكن من بناء المعرفة
-          الفكرة : لا تفهم على أنها "حالة من الوعي " أو تمثل ذاتي ،و لكن هي أعلى شكل من أشكال الروح.
-          التاريخ :ه الحركة الروحية الكاملة التي تتحقق بها الفكرة ،و هي حركة عقلية، لأن العقل هو الذي يحكم العالم ،و التاريخ يشمل مختلف التشكلات التاريخية  و يندمج مع مستقبل مبدأ الروح الأسمى .
-          الروح :يتصورها هيجل كفكرة تتوضح تدريجيا لتصل في النهاية إلى المطلق l'absolu
-          المطلق :هو الذي يمتلك في حد ذاته علة وجوده
أطروحة هيجل
يرى هيجل أن التاريخ صيرورة للعقل المطلق ،كما أن تحقق فكرة المطلق في التاريخ  يمر  عبر مسار المصالح و الأهواء و أنماط الوعي  ،ومن ثم فأن نفكر في التاريخ معناه أن نتبع الروح من خلال الحوادث و الوقائع التاريخية
وهكذا يعتقد هيجل بإمكانية التقدم، والتوصل إلى الحرية السياسية عن طريق العقل
استنتاج
إن التاريخ حسب هيجل يمشي بشكل منطقي عقلاني على الرغم من كل المظاهر التناقضية واللاعقلانية التي توهم بالعكس، ومن ثم فقد حاول وصف تقدم الوعي و صعوده عبر العالم ،و قد حاول جاهدا المصالحة بين المطلق (المثال)و بين الواقع و هو ما نفهمه من قولته المشهورة :كل ما هو واقعي عقلاني
و قد اعتمد المنهج الجدلي الدلكيتكي لأنه في نظره يمكن من تجاوز سلبيات التاريخ من مآسي و مجازر و شرور




المحور الأول

إشكالية المحور
إلى أي حد يمكن للتاريخ ادعاء العلمية ؟ بمعنى آخر هل التاريخ علم موضوعي ؟
أطروحة ابن خلدون
يميز ابن خلدون بين مستويين من التاريخ :
مستوى ظاهر : فيه التاريخ مجرد سرد و نقل و إخبار لما وقع .
مستوى باطن  :و يتعلق الأمر هنا بالتاريخ كمعرفة بكيفيات الوقائع التاريخية من خلال النظر :الذي هو إعمال العقل و التحقيق الذي يستوجب التأكد من صحة القول أو الواقعة.
إن هذا التمييز ليس تمييزا يفترض المساواة بين الطرفين بل هل هو تمييز تفاضلي يمتح دائما من قيمة المخبوء و الجواني و الجوهر في الثقافة العربية الإسلامية :و فيه نقد ضمني صريح للتعامل مع الوقائع التاريخية من خلال النقل و السرد فقط دون تمحيص و تحقيق و يعطي المثال لخطورة هذا بما "وقع للمؤرخين و المفسرين و أيمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا و سمينا ".
أطروحة هنري مارو
يعرف مارو التاريخ بأنه " المعرفة العلمية المكونة عن الماضي الإنساني " و يضع نوعا من التعريف بالخلف ،و ذلك بإخراج العديد من المجالات الإنسانية من المعرفة التاريخية و هي : السرد و العمل و الأدبي و الأسطورة و التقاليد الشعبية و القصص التربوية و اليوتوبيا و الحكايات الخيالية.
و من ثم فالتاريخ معرفة مبنية دقيقة موضوعية تتبع منهجا منظما و صارما هدفه الحقيقية كما هي ى كما نرغب.
أطروحة ريمون آرون
يؤكد ريمون أن المعرفة التاريخية محاولة لإعادة بناء الحياة الماضية من خلال  الاستعانة  بمخطوطات ووثائق مختلفة .ومن ثم تكون المعرفة التاريخية مستقلة  عن التجارب التي يعيشها الناس في الحاضر.
إن الحاضر يمثل فضاء عاما يمكن الناس من معرفة تلقائية و شائعة حول سلوكياتهم و أفكارهم. إلا أن الأمر يختلف تماما فيما يخص المعرفة التاريخية ،لأنه يصعب أن يتمثل الناس كليا الحياة كما كانت في الماضي ،و بتعبير أوضح ستظل المعرفة التاريخية غير قادرة على جعل المعاصرين يستشعرون فهم الناس الذين عاشوا في الماضي سواء في حياتهم و الطريقة التي كانوا يتمثلون بها سلوكياتهم و أفكارهم.
أطروحة ماكس فيبر 
في إطار تحليله لطبيعة المعرفة التاريخية يؤكد ماكس فيبر على الطابع الإشكالي لهذه المعرفة مادامت تتعامل مع وقائع تاريخية غير بسيطة بل تتسم بالتركيب و التعقيد ،فهي لا متناهية في دلالاتها و مضامينها ، من ثم فلا يمكن لأي مقاربة تاريخية مهما ادعت الموضوعية و الدقة المنهجية الإحاطة الشاملة بها .
وهكذا يخلص فيبر إلى القول بأن السببية التاريخية هي أساسا سببية تحليلية جزئية و احتمالية ترتبط بطبيعة المنهج المعتمد في الكشف عنها .
خلاصة المحور
إن  هذا  السؤال الخاص بهذا المحور هو سؤال  ذو ملمح إبستمولوجي  يتساءل عن علمية التاريخ ،لكن لابد بدئ ذي بدء
أن نعرف ماذا نقصد بالموضوعية ؟ سيكون من المضلل  أن نحاول  ان نقارن بين الموضوعية في التاريخ و الموضوعية في العلوم الحقة : الفيزياء مثلا  ،لأن المؤرخ لا يتعامل مع  مواد خاضعة للقوانين الطبيعية ،إنما يتعامل مع وقائع حاملة للمعنى الانساني ، ومن ثم يمكن القول أن الموضوعية في التاريخ تفترض وجود شيء من الذاتية تفرضه الموضوعات المدروسة ،لكن يبقى عمل المؤرخ جوهريا في الكشف عن محددات السلوك البشري في فترات تاريخية محددة ن طريق توظيف مقاربات و آليات تضمن الفهم الموضوعي بعيدا عن الأحكام المسبقة و الانحيازات الأيديولوجية و العقائدية ...