الجمعة، 1 نوفمبر 2013

المحور الأول

إشكالية المحور
إلى أي حد يمكن للتاريخ ادعاء العلمية ؟ بمعنى آخر هل التاريخ علم موضوعي ؟
أطروحة ابن خلدون
يميز ابن خلدون بين مستويين من التاريخ :
مستوى ظاهر : فيه التاريخ مجرد سرد و نقل و إخبار لما وقع .
مستوى باطن  :و يتعلق الأمر هنا بالتاريخ كمعرفة بكيفيات الوقائع التاريخية من خلال النظر :الذي هو إعمال العقل و التحقيق الذي يستوجب التأكد من صحة القول أو الواقعة.
إن هذا التمييز ليس تمييزا يفترض المساواة بين الطرفين بل هل هو تمييز تفاضلي يمتح دائما من قيمة المخبوء و الجواني و الجوهر في الثقافة العربية الإسلامية :و فيه نقد ضمني صريح للتعامل مع الوقائع التاريخية من خلال النقل و السرد فقط دون تمحيص و تحقيق و يعطي المثال لخطورة هذا بما "وقع للمؤرخين و المفسرين و أيمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا و سمينا ".
أطروحة هنري مارو
يعرف مارو التاريخ بأنه " المعرفة العلمية المكونة عن الماضي الإنساني " و يضع نوعا من التعريف بالخلف ،و ذلك بإخراج العديد من المجالات الإنسانية من المعرفة التاريخية و هي : السرد و العمل و الأدبي و الأسطورة و التقاليد الشعبية و القصص التربوية و اليوتوبيا و الحكايات الخيالية.
و من ثم فالتاريخ معرفة مبنية دقيقة موضوعية تتبع منهجا منظما و صارما هدفه الحقيقية كما هي ى كما نرغب.
أطروحة ريمون آرون
يؤكد ريمون أن المعرفة التاريخية محاولة لإعادة بناء الحياة الماضية من خلال  الاستعانة  بمخطوطات ووثائق مختلفة .ومن ثم تكون المعرفة التاريخية مستقلة  عن التجارب التي يعيشها الناس في الحاضر.
إن الحاضر يمثل فضاء عاما يمكن الناس من معرفة تلقائية و شائعة حول سلوكياتهم و أفكارهم. إلا أن الأمر يختلف تماما فيما يخص المعرفة التاريخية ،لأنه يصعب أن يتمثل الناس كليا الحياة كما كانت في الماضي ،و بتعبير أوضح ستظل المعرفة التاريخية غير قادرة على جعل المعاصرين يستشعرون فهم الناس الذين عاشوا في الماضي سواء في حياتهم و الطريقة التي كانوا يتمثلون بها سلوكياتهم و أفكارهم.
أطروحة ماكس فيبر 
في إطار تحليله لطبيعة المعرفة التاريخية يؤكد ماكس فيبر على الطابع الإشكالي لهذه المعرفة مادامت تتعامل مع وقائع تاريخية غير بسيطة بل تتسم بالتركيب و التعقيد ،فهي لا متناهية في دلالاتها و مضامينها ، من ثم فلا يمكن لأي مقاربة تاريخية مهما ادعت الموضوعية و الدقة المنهجية الإحاطة الشاملة بها .
وهكذا يخلص فيبر إلى القول بأن السببية التاريخية هي أساسا سببية تحليلية جزئية و احتمالية ترتبط بطبيعة المنهج المعتمد في الكشف عنها .
خلاصة المحور
إن  هذا  السؤال الخاص بهذا المحور هو سؤال  ذو ملمح إبستمولوجي  يتساءل عن علمية التاريخ ،لكن لابد بدئ ذي بدء
أن نعرف ماذا نقصد بالموضوعية ؟ سيكون من المضلل  أن نحاول  ان نقارن بين الموضوعية في التاريخ و الموضوعية في العلوم الحقة : الفيزياء مثلا  ،لأن المؤرخ لا يتعامل مع  مواد خاضعة للقوانين الطبيعية ،إنما يتعامل مع وقائع حاملة للمعنى الانساني ، ومن ثم يمكن القول أن الموضوعية في التاريخ تفترض وجود شيء من الذاتية تفرضه الموضوعات المدروسة ،لكن يبقى عمل المؤرخ جوهريا في الكشف عن محددات السلوك البشري في فترات تاريخية محددة ن طريق توظيف مقاربات و آليات تضمن الفهم الموضوعي بعيدا عن الأحكام المسبقة و الانحيازات الأيديولوجية و العقائدية ...

المحور الثاني : التاريخ و فكرة التقدم
تقديم
عرف القرن التاسع عشر اضطرابات اجتماعية و اقتصادية و سياسية تلت الثورة الصناعية و الثورة الفرنسية ،و إذا كان الفكر القديم لم يهتم بمفهوم التقدم فإنه مع فلسفات التاريخ الحديثة سيصبح في صلب اهتماماتها.
و قد هيمن نمطان كبيران على الفلسفة في القرن التاسع عشر .كل منهما ادعى الأخذ بعين الاعتبار مستقبل البشرية في شموليته اعتمادا على مبدأين تفسيرين أساسيين:
-         بالنسبة لهيغل كان هو العقل
-         بالنسبة لماركس القوى الاقتصادية
دراسة أطروحة هيجل(1770-1831)
يقول هيجل : " العقل يحكم العالم  ومن ثم فهو حكم و  يحكم التاريخ  الكوني "
و يقول أيضا "إن التاريخ  يحقق فكرة المطلق في الزمان كما تحققها الطبيعة في المكان"
المفاهيم الأساسية  في فلسفة هيجل فيما يخص الموضوع
-          العقل :عند هيجل يتصوره لا كمجموعة من القواعد و لكن كمبدأ إلهي ملازم للأشياء يستخدم عواطف الناس لتحقيق أهدافه
-          الجدلية dialectique  : يعني تحرك الفكر عن طريق المتناقضات التي يتم تجاوزها :من القضية إلى نقيضها إلى توليف و تركيب يجمع بينهما de la thèse à l'antithèse à la synthèse  .و الجدلية أو الديالكتيك تمثل حركة الروح أو الفكرة عند هيجل.
-          المفهوم : ليس مجرد شكل من أشكال الفكر أو نتيجة مجردة للفهم ،و لكن الروح الحية للواقع .و المفهوم يشير إلى الدينامية النامية في الواقع . و يمثل عنصرا من العناصر التي تمكن من بناء المعرفة
-          الفكرة : لا تفهم على أنها "حالة من الوعي " أو تمثل ذاتي ،و لكن هي أعلى شكل من أشكال الروح.
-          التاريخ :ه الحركة الروحية الكاملة التي تتحقق بها الفكرة ،و هي حركة عقلية، لأن العقل هو الذي يحكم العالم ،و التاريخ يشمل مختلف التشكلات التاريخية  و يندمج مع مستقبل مبدأ الروح الأسمى .
-          الروح :يتصورها هيجل كفكرة تتوضح تدريجيا لتصل في النهاية إلى المطلق l'absolu
-          المطلق :هو الذي يمتلك في حد ذاته علة وجوده
أطروحة هيجل
يرى هيجل أن التاريخ صيرورة للعقل المطلق ،كما أن تحقق فكرة المطلق في التاريخ  يمر  عبر مسار المصالح و الأهواء و أنماط الوعي  ،ومن ثم فأن نفكر في التاريخ معناه أن نتبع الروح من خلال الحوادث و الوقائع التاريخية
وهكذا يعتقد هيجل بإمكانية التقدم، والتوصل إلى الحرية السياسية عن طريق العقل
استنتاج
إن التاريخ حسب هيجل يمشي بشكل منطقي عقلاني على الرغم من كل المظاهر التناقضية واللاعقلانية التي توهم بالعكس، ومن ثم فقد حاول وصف تقدم الوعي و صعوده عبر العالم ،و قد حاول جاهدا المصالحة بين المطلق (المثال)و بين الواقع و هو ما نفهمه من قولته المشهورة :كل ما هو واقعي عقلاني
و قد اعتمد المنهج الجدلي الدلكيتكي لأنه في نظره يمكن من تجاوز سلبيات التاريخ من مآسي و مجازر و شرور


المحور الثالت: دور الانسان في التاريخ

أطروحة هيجل :
يقول هيجل :" يظهر للناس أن الوضعية الجديدة التي خلقها الأبطال أو العظماء في العالم هي نتيجة لأفعالهم و رهينة بمصالحهم ،غير أن ذلك مجرد ظاهر و ليس ما هو حقيقي ، أما الحقيقي فهو أن الحق بجانبهم و يعرفون حقيقة عالمهم و زمانهم و يعرفون المفهوم".
بالنسبة لهيجل التاريخ لا يأخذ بعين الاعتبار الأشخاص كذوات فردية مهتمة بذاتها فقط ،بل يأخذ بعين الاعتبار الأشخاص ذوي الاهتمام الكوني و المتسمين بالصلابة و الحزم الذين يمثلون روح الشعب ،لذلك نسمي هؤلاء "عظماء " أولئك الذين يتبعون الروح ،،فالرجل العظيم يضع موضع تنزيل ما يريده الشعب ،إنه يعي مسار التاريخ و يعمل على تحقيق أهدافه ،و هدف التاريخ هو تحقيق الحرية.  هذا الشخص العظيم لا يمكن أن يوجد دون شعب له روح أيضا  ،و كل شعب يحتاج إلى هذه الطينة من الأشخاص ليعي طموحاته و يسعى لتحقيقها .
لكن السؤال كيف تتحقق الحرية حسب هيجل ؟
لا يمكن أن يتحقق أي شيء في العالم دون الرغبات و الأهواء ، فالناس يبحثون  عن ما يشبع رغباتهم و ميولاتهم        و لا توجد حركة دون رغبة أو مصلحة ،لكن هذا يعمل أيضا على تحقيق الحرية الإنسانية في النهاية :و هذا ما يسميه هيجل ب "مكر العقل "la ruse de la raison ،ومعنى مكر العقل :تلك السيرورة التي يتبعها العقل لتحقيق أهدافه مستخدما نقيضه الذي هو : الأهواء و الرغبات
و كمثال على ذلك :إن طموح نابليون للسيطرة على أوربا و رغم كونها رغبة ديكتاتورية استعمارية إلا أنها ساهمت في نشر مبادئ الثورة الفرنسية في كل أنحاء أوربا ،أي أن الحرية انتشرت عبر الديكتاتورية و الرغبة في السلطة :إنه مكر العقل كما يقول هيجل.

أطروحة ماركس :
يقول ماركس :" إن الناس هم الذين يصنعون تاريخهم الخاص :إلا أنهم لا يفعلون ذلك عشوائيا و ضمن شروط من اختيارهم بل ضمن شروط معطاة مسبقا و موروثة من الماضي ".
إن دور الإنسان حسب ماركس ليس تغيير مسار التاريخ فمسار التاريخ محدد سلفا ،و لكن دوره فقط هو تسريع هذا التغيير ،لأن المحرك الأساسي للتاريخ حسب ماركس هو ما يسميه بالصراع الطبقي أو بالضبط نمط الإنتاج ،فهذا الأخير هو الذي يحدد وعي الناس و أفكارهم ،و هنا يتحدث كارل ماركس عن الأيديولوجية ، و يقصد بها : نسق الأفكار التي لها جذور سوسيواقتصادية لا واعية ،و من ثم فالظواهر الاقتصادية تنعكس  في أفكار الناس دون أن يدروا ذلك ،فيعتقدون أنهم يطورون أفكارهم الخاصة بينما هم في الحقيقة يعكسون عبر هذه الأفكار وضعهم الاقتصادي ومرحلتهم التاريخية التي يمرون فيها ،و من ثم فالأفكار المهيمنة على الناس هي أفكار و أيديولوجية الطبقة المهيمنة اقتصاديا .
و بالنسبة لماركس إذا كان المسار التاريخي هو مسار محتوم و نهايته الموعودة هي: المجتمع الشيوعي و القضاء على الطبقية ،فإن دور الإنسان يتمثل في قدرته على تعطيل أو تسريع هذا المسار و هذه التحولات التاريخية ، و بالنسبة لماركس تستطيع الطبقة المهيمنة اقتصاديا تعطيل هذا المسار عبر نشر إيديولوجيتها ،لكن على أفراد الطبقة البروليتارية أن يحصلوا  الوعي بوضعهم الطبقي ،و هذا هو دور المثقفين .

أطروحة سارتر:
يقول سارتر :"إن الناس يصنعون تاريخهم بأنفسهم ،و لكن في وضع محدد بشرطهم"
يناقش سارتر الفكر الماركسي الذي يدعم مقولة : أن الإنسان تتحكم فيه الشروط الموضوعية التي تصنع تاريخه ووجوده ،و يرى أن الإنسان قادر على تحدي أوضاعه الاجتماعية و محددات تاريخه،لأن الإنسان يمتلك صفة فريدة ،و هي قدرته على التجاوز (البراكسيس)لذلك يقول : "إن الفرد يصنع التاريخ عندما يتجاوز وضعيته نحو ممكناته و يحقق إحداها"
إن هذه على التجاوز هي ما يسميها سارتر "المشروع" و الذي يتجسد في الممارسة (البراكسيس)




المحور الأول

إشكالية المحور
إلى أي حد يمكن للتاريخ ادعاء العلمية ؟ بمعنى آخر هل التاريخ علم موضوعي ؟
أطروحة ابن خلدون
يميز ابن خلدون بين مستويين من التاريخ :
مستوى ظاهر : فيه التاريخ مجرد سرد و نقل و إخبار لما وقع .
مستوى باطن  :و يتعلق الأمر هنا بالتاريخ كمعرفة بكيفيات الوقائع التاريخية من خلال النظر :الذي هو إعمال العقل و التحقيق الذي يستوجب التأكد من صحة القول أو الواقعة.
إن هذا التمييز ليس تمييزا يفترض المساواة بين الطرفين بل هل هو تمييز تفاضلي يمتح دائما من قيمة المخبوء و الجواني و الجوهر في الثقافة العربية الإسلامية :و فيه نقد ضمني صريح للتعامل مع الوقائع التاريخية من خلال النقل و السرد فقط دون تمحيص و تحقيق و يعطي المثال لخطورة هذا بما "وقع للمؤرخين و المفسرين و أيمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا و سمينا ".
أطروحة هنري مارو
يعرف مارو التاريخ بأنه " المعرفة العلمية المكونة عن الماضي الإنساني " و يضع نوعا من التعريف بالخلف ،و ذلك بإخراج العديد من المجالات الإنسانية من المعرفة التاريخية و هي : السرد و العمل و الأدبي و الأسطورة و التقاليد الشعبية و القصص التربوية و اليوتوبيا و الحكايات الخيالية.
و من ثم فالتاريخ معرفة مبنية دقيقة موضوعية تتبع منهجا منظما و صارما هدفه الحقيقية كما هي ى كما نرغب.
أطروحة ريمون آرون
يؤكد ريمون أن المعرفة التاريخية محاولة لإعادة بناء الحياة الماضية من خلال  الاستعانة  بمخطوطات ووثائق مختلفة .ومن ثم تكون المعرفة التاريخية مستقلة  عن التجارب التي يعيشها الناس في الحاضر.
إن الحاضر يمثل فضاء عاما يمكن الناس من معرفة تلقائية و شائعة حول سلوكياتهم و أفكارهم. إلا أن الأمر يختلف تماما فيما يخص المعرفة التاريخية ،لأنه يصعب أن يتمثل الناس كليا الحياة كما كانت في الماضي ،و بتعبير أوضح ستظل المعرفة التاريخية غير قادرة على جعل المعاصرين يستشعرون فهم الناس الذين عاشوا في الماضي سواء في حياتهم و الطريقة التي كانوا يتمثلون بها سلوكياتهم و أفكارهم.
أطروحة ماكس فيبر 
في إطار تحليله لطبيعة المعرفة التاريخية يؤكد ماكس فيبر على الطابع الإشكالي لهذه المعرفة مادامت تتعامل مع وقائع تاريخية غير بسيطة بل تتسم بالتركيب و التعقيد ،فهي لا متناهية في دلالاتها و مضامينها ، من ثم فلا يمكن لأي مقاربة تاريخية مهما ادعت الموضوعية و الدقة المنهجية الإحاطة الشاملة بها .
وهكذا يخلص فيبر إلى القول بأن السببية التاريخية هي أساسا سببية تحليلية جزئية و احتمالية ترتبط بطبيعة المنهج المعتمد في الكشف عنها .
خلاصة المحور
إن  هذا  السؤال الخاص بهذا المحور هو سؤال  ذو ملمح إبستمولوجي  يتساءل عن علمية التاريخ ،لكن لابد بدئ ذي بدء
أن نعرف ماذا نقصد بالموضوعية ؟ سيكون من المضلل  أن نحاول  ان نقارن بين الموضوعية في التاريخ و الموضوعية في العلوم الحقة : الفيزياء مثلا  ،لأن المؤرخ لا يتعامل مع  مواد خاضعة للقوانين الطبيعية ،إنما يتعامل مع وقائع حاملة للمعنى الانساني ، ومن ثم يمكن القول أن الموضوعية في التاريخ تفترض وجود شيء من الذاتية تفرضه الموضوعات المدروسة ،لكن يبقى عمل المؤرخ جوهريا في الكشف عن محددات السلوك البشري في فترات تاريخية محددة ن طريق توظيف مقاربات و آليات تضمن الفهم الموضوعي بعيدا عن الأحكام المسبقة و الانحيازات الأيديولوجية و العقائدية ...

المحور الثاني : التاريخ و فكرة التقدم
تقديم
عرف القرن التاسع عشر اضطرابات اجتماعية و اقتصادية و سياسية تلت الثورة الصناعية و الثورة الفرنسية ،و إذا كان الفكر القديم لم يهتم بمفهوم التقدم فإنه مع فلسفات التاريخ الحديثة سيصبح في صلب اهتماماتها.
و قد هيمن نمطان كبيران على الفلسفة في القرن التاسع عشر .كل منهما ادعى الأخذ بعين الاعتبار مستقبل البشرية في شموليته اعتمادا على مبدأين تفسيرين أساسيين:
-         بالنسبة لهيغل كان هو العقل
-         بالنسبة لماركس القوى الاقتصادية
دراسة أطروحة هيجل(1770-1831)
يقول هيجل : " العقل يحكم العالم  ومن ثم فهو حكم و  يحكم التاريخ  الكوني "
و يقول أيضا "إن التاريخ  يحقق فكرة المطلق في الزمان كما تحققها الطبيعة في المكان"
المفاهيم الأساسية  في فلسفة هيجل فيما يخص الموضوع
-          العقل :عند هيجل يتصوره لا كمجموعة من القواعد و لكن كمبدأ إلهي ملازم للأشياء يستخدم عواطف الناس لتحقيق أهدافه
-          الجدلية dialectique  : يعني تحرك الفكر عن طريق المتناقضات التي يتم تجاوزها :من القضية إلى نقيضها إلى توليف و تركيب يجمع بينهما de la thèse à l'antithèse à la synthèse  .و الجدلية أو الديالكتيك تمثل حركة الروح أو الفكرة عند هيجل.
-          المفهوم : ليس مجرد شكل من أشكال الفكر أو نتيجة مجردة للفهم ،و لكن الروح الحية للواقع .و المفهوم يشير إلى الدينامية النامية في الواقع . و يمثل عنصرا من العناصر التي تمكن من بناء المعرفة
-          الفكرة : لا تفهم على أنها "حالة من الوعي " أو تمثل ذاتي ،و لكن هي أعلى شكل من أشكال الروح.
-          التاريخ :ه الحركة الروحية الكاملة التي تتحقق بها الفكرة ،و هي حركة عقلية، لأن العقل هو الذي يحكم العالم ،و التاريخ يشمل مختلف التشكلات التاريخية  و يندمج مع مستقبل مبدأ الروح الأسمى .
-          الروح :يتصورها هيجل كفكرة تتوضح تدريجيا لتصل في النهاية إلى المطلق l'absolu
-          المطلق :هو الذي يمتلك في حد ذاته علة وجوده
أطروحة هيجل
يرى هيجل أن التاريخ صيرورة للعقل المطلق ،كما أن تحقق فكرة المطلق في التاريخ  يمر  عبر مسار المصالح و الأهواء و أنماط الوعي  ،ومن ثم فأن نفكر في التاريخ معناه أن نتبع الروح من خلال الحوادث و الوقائع التاريخية
وهكذا يعتقد هيجل بإمكانية التقدم، والتوصل إلى الحرية السياسية عن طريق العقل
استنتاج
إن التاريخ حسب هيجل يمشي بشكل منطقي عقلاني على الرغم من كل المظاهر التناقضية واللاعقلانية التي توهم بالعكس، ومن ثم فقد حاول وصف تقدم الوعي و صعوده عبر العالم ،و قد حاول جاهدا المصالحة بين المطلق (المثال)و بين الواقع و هو ما نفهمه من قولته المشهورة :كل ما هو واقعي عقلاني
و قد اعتمد المنهج الجدلي الدلكيتكي لأنه في نظره يمكن من تجاوز سلبيات التاريخ من مآسي و مجازر و شرور




المحور الأول

إشكالية المحور
إلى أي حد يمكن للتاريخ ادعاء العلمية ؟ بمعنى آخر هل التاريخ علم موضوعي ؟
أطروحة ابن خلدون
يميز ابن خلدون بين مستويين من التاريخ :
مستوى ظاهر : فيه التاريخ مجرد سرد و نقل و إخبار لما وقع .
مستوى باطن  :و يتعلق الأمر هنا بالتاريخ كمعرفة بكيفيات الوقائع التاريخية من خلال النظر :الذي هو إعمال العقل و التحقيق الذي يستوجب التأكد من صحة القول أو الواقعة.
إن هذا التمييز ليس تمييزا يفترض المساواة بين الطرفين بل هل هو تمييز تفاضلي يمتح دائما من قيمة المخبوء و الجواني و الجوهر في الثقافة العربية الإسلامية :و فيه نقد ضمني صريح للتعامل مع الوقائع التاريخية من خلال النقل و السرد فقط دون تمحيص و تحقيق و يعطي المثال لخطورة هذا بما "وقع للمؤرخين و المفسرين و أيمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا و سمينا ".
أطروحة هنري مارو
يعرف مارو التاريخ بأنه " المعرفة العلمية المكونة عن الماضي الإنساني " و يضع نوعا من التعريف بالخلف ،و ذلك بإخراج العديد من المجالات الإنسانية من المعرفة التاريخية و هي : السرد و العمل و الأدبي و الأسطورة و التقاليد الشعبية و القصص التربوية و اليوتوبيا و الحكايات الخيالية.
و من ثم فالتاريخ معرفة مبنية دقيقة موضوعية تتبع منهجا منظما و صارما هدفه الحقيقية كما هي ى كما نرغب.
أطروحة ريمون آرون
يؤكد ريمون أن المعرفة التاريخية محاولة لإعادة بناء الحياة الماضية من خلال  الاستعانة  بمخطوطات ووثائق مختلفة .ومن ثم تكون المعرفة التاريخية مستقلة  عن التجارب التي يعيشها الناس في الحاضر.
إن الحاضر يمثل فضاء عاما يمكن الناس من معرفة تلقائية و شائعة حول سلوكياتهم و أفكارهم. إلا أن الأمر يختلف تماما فيما يخص المعرفة التاريخية ،لأنه يصعب أن يتمثل الناس كليا الحياة كما كانت في الماضي ،و بتعبير أوضح ستظل المعرفة التاريخية غير قادرة على جعل المعاصرين يستشعرون فهم الناس الذين عاشوا في الماضي سواء في حياتهم و الطريقة التي كانوا يتمثلون بها سلوكياتهم و أفكارهم.
أطروحة ماكس فيبر 
في إطار تحليله لطبيعة المعرفة التاريخية يؤكد ماكس فيبر على الطابع الإشكالي لهذه المعرفة مادامت تتعامل مع وقائع تاريخية غير بسيطة بل تتسم بالتركيب و التعقيد ،فهي لا متناهية في دلالاتها و مضامينها ، من ثم فلا يمكن لأي مقاربة تاريخية مهما ادعت الموضوعية و الدقة المنهجية الإحاطة الشاملة بها .
وهكذا يخلص فيبر إلى القول بأن السببية التاريخية هي أساسا سببية تحليلية جزئية و احتمالية ترتبط بطبيعة المنهج المعتمد في الكشف عنها .
خلاصة المحور
إن  هذا  السؤال الخاص بهذا المحور هو سؤال  ذو ملمح إبستمولوجي  يتساءل عن علمية التاريخ ،لكن لابد بدئ ذي بدء
أن نعرف ماذا نقصد بالموضوعية ؟ سيكون من المضلل  أن نحاول  ان نقارن بين الموضوعية في التاريخ و الموضوعية في العلوم الحقة : الفيزياء مثلا  ،لأن المؤرخ لا يتعامل مع  مواد خاضعة للقوانين الطبيعية ،إنما يتعامل مع وقائع حاملة للمعنى الانساني ، ومن ثم يمكن القول أن الموضوعية في التاريخ تفترض وجود شيء من الذاتية تفرضه الموضوعات المدروسة ،لكن يبقى عمل المؤرخ جوهريا في الكشف عن محددات السلوك البشري في فترات تاريخية محددة ن طريق توظيف مقاربات و آليات تضمن الفهم الموضوعي بعيدا عن الأحكام المسبقة و الانحيازات الأيديولوجية و العقائدية ...



الجمعة، 25 أكتوبر 2013





ما طبيعة وجود الغير 

يحيل الغير من حيث دلالته على كونه موضوع ماثل أمامي، لكنه أساسا دات واعية
لها وجودها المستقل في نفس الوقت، فما طبيعة وجود الغير؟ هل هو مجرد موضوع ، أم أنه ذات فقط، أم هو ذات وموضوع في نفس الوقت؟ وإلى أي حد يصح القول بأن الغير ليس بذات ولا موضوع بل هو تعبير عن عالم ممكن؟ 

           


       لاشولييه                                                                                           سارتر 

    الغبر موضوع                                                                                  الغير ذات فقط


نجد لدى النزعة الموضوعية، كما هي                                               الغير، حسب سارتر، ليس مجرد موضوع 
ماثلة في العلوم الإنسانية وفي امتدادتها                                             أو شئ من الأشياء، بل هو ذات وأنا آخر، ولا يوجد إلا 
الفلسفية عند لاشولييه، مثلا؛ تصورا                                               بهذه الصفة، إنه الأنا الذي ليس أنا، إن الغير نظام من 
تشيئيا للغير يجعله مجرد موضوع                                                  التمثلات بعيد عن المتناول بوصفه موضوعا. إنه مشاعر
للتجربة. إن الغير كما هو الشأن                                                     وأفكار وإرادات وطابع .يقول سارتر الغير ليس فقط من 
بالنسبة للشخص جزء من العالم، وهو                                              أشاهد، بل هو من يشاهدني.
دلك الموضوع الدي يتحدث عنه عالم
 البيولوجيا، وتلك السلسلة من العمليات التي 
تحللها كتب البيولوجيا، وتلك السلسلة من 
العمليات التي تحللها كتب الفيزيولوجيا، 
ودلك الزكام من الأعضاء الذي تصفه
 لوحات علم التشريح .


المحور الثاني: معرفة الغير


I- معرفة الغير.
إذا كانت المعرفة هي تلك الفعالية الفكرية التي يدرك من خلالها الفكر موضوعا ما، أي كل ما يتجه إليه النشاط الفكري للذات العارفة، سواء كان فكرة أو شيئا من أشياء العالم الخارجي، مجردا أو ملموسا... فإن موضوع المعرفة يتقابل مع الذات لأن الموضوع شيئا ماديا ملموسا. في حين أن الذات تعني ذاك الأنا الذي يتميز بالوعي، و يتمتع بالإرادة و المسؤولية الأخلاقية و القانونية، و كذلك القصدية و التلقائية. و هذا ما يغيب في الموضوع بوصفه شيئا ماديا.
إشكال المحور: فهل الغير قابل للمعرفة بهذا المعنى؟ ألا يمكن للغير أن يتبدى لمعرفتي كذات؟ هل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة؟ هل معرفة الغير تقوم على التشابه و المماثلة أم على الاختلاف و التباين؟
1)أطروحة جون بول سارتر.
يذهب سارتر إلى القول باستحالة معرفة الغير. مادام هناك انفصال أو هوة، و مسافة عدم بين الأنا و الغير لا يمكن تجاوزها. و المقصود بذلك أنه لا يمكن النفاذ إلى حقيقة الآخر إلا عندما نعتبره موضوعا. و إخضاع الغير للمعرفة أو لنشاط "الأنا أفكر" يترتب عنه سلب الغير مقومات الأنا. و بالتالي تشييء ذات الغير وسلبه وعية و حريته، و قتل تلقائيته و عفويته (مثال النظرة). فحضور الغير نفي و استلاب للذات. و معرفة الأنا للآخر تظل معرفة خارجية، سطحية و ذاتية، لا تتناسب مع موضوعها أي مع الغير باعتباره أنا آخر. و هذا يِؤدي بنا إلى استنتاج مفاذه أن معرفة الغير غير ممكنة. 
2)أطروحة غاستون بيرجي.
يعتبر غاستون بيرجي أن معرفة الغير مستحيلة. لأن تجربة الأنا الذاتية معزولة في العالم و غير قابلة للإدراك من طرف الغير. فبين الأنا و الغير جدار سميك، رغم علاقات التعاطفو المشاركة. و لايمكن لأي منهما تجاوزه، باعتبار العالم الداخلي لكل واحد منهما مغلق. و في هذا نجده يقول:"هكذا هو الإنسان، سجين في آلامه، و منعزل في لذاته، و وحيد في موته، محكوم عليه بأن لا يشبع أبدا رغبته في التواصل، و التي لن يتخلى عنها أبدا" 
3)أطروحة نيكولا ماليبرنش.
يؤكد ماليبرانش على صعوبة معرفة الغير. و ذلك لأن معرفة الأنا لذاته معرفة حدسية مباشرة و يقينية. في حين معرفة الغير تتم عن طريق الاستدلال بالمماثلة. أي مماثلة الغير بالذات و الحكم عليه من خلال تجربة الذات. و هي معرفة غير يقينية لا تتعدى حدود التخمين و الظن، و إطلاق فرضيات. لأن أفكار الناس و عواطفهم مختلفة. و بذلك ماليبرانش قد جعل من الذات هيئة مستقلة مكتفية بذاتها. بمعنى أن معرفة الذات تتم خارج العلاقة مع الغير و العكس صحيح (مفهوم الذات عند ديكارت). 
4)أطروحة إدموند هوسرل.
يمكن الخروج من هذا التصور المغرق في الذاتية، و الذي يعتبر معرفة الغير مستحيلة. من خلال بناء معرفة بالغير تقوم على العقل التواصلي، الإنساني و العملي بدل العقل المعرفي. و في هذا الصدد نجد هوسرل يعتبر إدراك الآخرين إدراك لذوات نفسية طبيعية، لها جسم مثل جسمي و نفس مثل نفسي، و لكن تجربتها تختلف عن تجربتي. و لا ينكشف معنى تجربة الغير لذاتي على نحو مباشر، و لكن بإمكاني الوصول إلى حقيقة ذلك المعنى بواسطة تجربة التوحد الحدسي بالغير. و هو ما يعرف "بالتوافق الباطني" حيث يصبح هو أنا و أنا هو، أي تأخذ الأنا مكانة الغير في العالم. و أبني معه عالم وعي مشترك. إن هاته التجربة يسميها هوسرل بتجربة "النحن" أو "البينذاتية" و هي بمثابة علاقة تفاعل بين ذاتين باعتبارهما وعيين يوجدان داخل مجال إدراكي مشترك و متساو، يجعل كل ذات غيرا بالنسبة للآخر
5)أطروحة موريس ميرلوبنتي.
يعتبر ميرلوبنتي أن العلاقة التشييئية للغير هي نتيجة النظر إليه من موقع "الأنا أفكر" أو "العقل". أي النشاط الذي يقوم على التجريد و التقسيم، و الحساب و الاستدلال. و يمكن تجاوز هذه النظرة عندما يدخل كل من الأنا و الغير في علاقة الاعتراف المتبادل بفردية كل واحد منهما و وعيه و حريته و إرادته. لأن العلاقة مع الغير لا يحكمها الصراع و المواجهة بل التعايش و التفهم. و يرى ميرلوبنتي أن الحوار المتبادل يكشف عن طبيعة الكائن الإنساني، و يزيل عوائق التواصل مع الغير، و يحقق ضربا من المعية الوجودية، و التعاطف و المشاركة الوجدانية بين الأنا و الغير، و بالتالي التعرف على حقيقته. إن التواصل هو انفتاح نحو الغير، هو إزالة الكلفة و الغرابة عنه، و بذلك لا يبقى غريبا منطويا على ذاته و لا متعاليا عن كل معرفة. 
5)استخلاص.
بناء على ما سبق، يمكن التأكيد على أن معرفة الغير تحمل في طياتها مفارقة و إحراجا: فمعرفة الغير تتطلب اعتباره مجرد "موضوع" أي معرفة تشييئية للذات، و هذا يصطدم بمسألة الحرية الإنسانية، مما يحول دون معرفة الغير كذات. و تواجه هذه المعرفة أيضا صعوبات بوصفها مبنية فقط على التعاطف الوجداني مع الغير. لكن في جميع الحالات تظل معرفة الغير نسبية. إلا أنها لا تختزل فقط في العلاقة المعرفية بل تتجاوزها إلى علاقات أعقد: عاطفية، أخلاقية، اقتصادية، سياسية... تتسم بطابعي التنوع و الاختلاف تبعا لتنوع أوجه الغير.

إشكالية المحور  هل العلاقة مع الغير هي علاقة تكامل أم علاقة تنافر ؟


أطروحة أرسطو  ) Aristote384 – 322 ق م(:

  يؤكد أرسطو على العلاقة الايجابية و المتمثلة في  الصداقة ، التي ينبغي أن تجمع الأنا بالغير  . إنها تلك التي ينبغي أن تقوم على الفضيلة كقيمة أخلاقية منزهة عن المنفعة أو المتعة
إن الصداقة هي حاجة ضرورية حسب أرسطو لا يمكن الاستغناء عنها تحت أي ظرف، لأنهم الملاذ و الملجأ في حالة الشدة و الضنك.

أطروحة روسو:  Jean-Jacques Rousseau    ( 28  يونيو 1712-2يوليو 1778 

انطلاقا من مقولاته المشهورة  "  الإنسان يولد خيرا و المجتمع هو الذي يفسده"
يمكن طرح السؤال معه . ما الموقف الفطري  الذي نتتخده إزاء الغير ؟ هل الإساءة  حقا أم غير دلك
يجيب روسو .  الإنسان ينفر من فعل الشر  بطبيعته ،و عندما يرى معاناة الغير  يحس بالشفقة إزاءهم  و يدافع روسو عن موقفه حيث يعتبر أن  الشفقة هي التي تدفعنا إلى انقاد أولئك الدين هم في مأساة  أو فاجعة، إننا لا نقف أمامهم مكتوفي الأيدي  بل نهب لنجدتهم بغض النظر عن أي اعتبار.
إن هذه الشفقة هي التي عوضت القوانين في حالة الطبيعة، و هي التي لم يكن احد يخرج عنها لأنها صوت الخير
إنها هي التي توحي إلى كل إنسان أن يتبع قاعدة. انه خير بطبيعته، و التي تقول " ابحث عن خيرك دون أن تؤذي الغير ما أمكن "  

أطروحة  الكسندر كوجيف A.Kojève  1902-1968   :  
           
يرى كوجيف  أن  العلاقة بين ألانا و الغير هي علاقة صراع، مادام أن العالم لا يقوم فقط على وجود بشري متساوي القيمة بل على وجود متفاضل فيه السيد و فيه العبد، إنها نزعة تحرك البشر جميعا لنزع الاعتراف و الوصول إلى مرحلة الوعي بالذات و التي لا يتوصل إليها إلا بالصراع مع الغير ، والذي لا تكون نهايته إلا بانهزام احد الطرفين المتصارعين ، ليخلق عالم فيه السيد و فيه العبد ، فيه القوي وفيه الضعيف ، فيه وجود يتمتع بالاستقلال الذاتي و وجود يرزح تحت الهزيمة و الخضوع  .
 انه عالم الصراع الأبدي الذي لا ينتهي ، والذي يفسر كل أشكال الحروب و الرغبة في السيطرة ،و البحث عن إخضاع البشر ، إنه  التفسير الهيجلي للتاريخ الذي استوحاه كوجيف  و أعاد صياغته ، لكن يبقى السؤال ألا يمكن أن تطمع الإنسانية في عالم من السلام و الحب و التعايش المشترك ؟ أم انه قدر غلى  البشر أن  يعيشوا حالة الحرب إلى ما لا نهاية ؟

أطروحة جوليا كريستيفا   Julia Kristeva  ولدت يوم  24 يونيو عام 1941:

 تحدد كريستيفا الغريب في مفهومين أساسين؛ أحدهما ذلك الذي يفيد الافتقار إلى حق المواطنة. وهذه دلالة حقوقية تحاول بها الجماعة أن تمنع انحشار الغير الغريب في شؤونها الداخلية. وهذا في اعتقادها تعريف سطحي للغريب، لأنه هو تلك القوة الخفية التي تسكننا جميعا والتي تعبر عن التناقضات والاختلافات الداخلية التي غالبا ما يتم السكوت عنها، لأن هذا الغريب " يجعل ال"نحن" إشكاليا وربما مستحيلا " إن الغريب إذن يوجد فينا " إن الغريب يسكننا على نحو غريب, فالغرابة لا توجد فقط على مستوى العلاقة مع الغير البعيد المخالف لنا عرقيا و ثقافيا و دينيا...بل هناك غربة تعيش فينا, إنها غربة داخلية جوا نية تتمثل في بنيتنا النفسية اللاشعورية, وما يوجد من اختلافات و تناقضات داخلية و تمزقات في الذات الفردية والجماعية...

 
أطروحة فرويد       Sigmund Freud(1856-1939)


يرى فرويد أن  العلاقة بين ألانا و الغير هي علاقة صراع  دائم ، فكل خبرات الحياة والتاريخ تبيِّن أن الإنسان أناني عدواني بطبع ،   فالعدوان حَكَم حياة الإنسان كجماعة في العصور البدائية حين لم يكد يكون للملْكية الخاصة وجود، والعدوان يحكم حياته كفرد وهو لا يزال في المهد وحتى قبل أن يكون مفهوم الملكية بمعناها الشرجي قد تكوَّن لديه،    وحينما طَلَب أينشـتاين من فرويد خطاباً يدعـو فيه إلى السـلام رد الأخير عليه قائلاً إن الحـرب أمـر طبيـعي تماماً، إذ أنها ترتكز على أساس بيولوجي مكين « فثمة غريزة للكراهية والتدمير تلتقي في منتصف الطريق مع تجار الحرب »

خلاصة المحور

 لا يمكن إلا أن نعدم كل موقف يسير نحو  بناء  عالم إنساني قائم على الصداقة و المحبة و الاحترام المتبادل ،و يبقى هذا مطمح تنشده الضمائر الحية ،لكن لا ينبغي غض الطرف عن الواقع السياسي و الدولي سواء في الماضي  أو حاليا حيث شهد و يشهد صراعات و حروب قائمة على نبذ و محاولة تركيع الغير بدعوى كثيرة .
 و يبقى الأمل أن تنتصر إرادة الخير و الحب و التسامح على إرادة الكراهية و العنصرية و الحقد .